مرئيات في فلسفة عينيك للشاعر التونسي Mbsm.pro , Poète Tunisien Mounir Ben Salah Miled منير بن صالح ميلاد
في عينيك
رقّة الفجر
تَتْرَع كؤوس الندى
عــــــطرا
وروح الربيع
تختال في شعابي
في صمت
تُؤْنقُ الأرض
رائعات ورد وزهرا
وحياة في حقل العمر
في سحرها القدسيّ
تماطلت سَكْرا
ورسم عبقريّ
كأنما خطّ
على رونق شفاهك
نــــــثرا
وخطوات حلوى
راقصة
تكتب على ضمير الخلود
من جديد
عـــــــمر ا…
***
في عينيك
طفلة حوراء
لا تعرف من نقاط اللغة
لا رسما
ولا أقوال هُجرا ،
تركض
ألذّ من سحر الصبا
وراء أسراب الفراشات
تلهو مع الحبّ الصغير
دهــــــرا
وتَفْرش
حقول العالم الرحب ِ
بحصاد السنابل شطرا
وبأوراق الزهور شطرا
مجنّحة بالنور
كأنها الفجر القدسي ّ
هب ليمكث
في مدائني شهرا
أو كأنّها
أسراب نوارس
تجمعت في خشوع
تطلب للرهبان
من رب السماء
عـــــــُذرا
أو طهر موج
تخلص من لغوه الزبديِّ
وأسرع يعانق الشاطئ
ليكون لعرى الصخر
ســـــــــترا…
***
في عينيك
بكرٌ مهَفْهَفَةٌ
تسرقني
من زحمة التائهين
كملاك فردوس
لا يعرف ظلما
ولا خـــــترا
تلجم ليل وحدتي
ونائحاتي
في سناء الدجى
بحلو ونكرا
وتوقف تسكعي
في القارورة الفارغة
وتمنع عني
دمعا وخمرا
وتأخذني
إلى لفة جيدها
تسكبنِ منه
على اهتزاز النهود
سحـــــرا…
كأني ماء الشباب الغرير
أبلل ثيابها بالهوى
عشـــــــرا
وأبلل روضها الطاهر
بمني الخلود الطفولي
عشــــــرا…
***
في عينيك
امرأة
اعتادت أن تسكبنِي
على فراشها
مسكا
وعلى أوراقها
حـــــــبرا
واعتادت أن تدخل
خمّارتي البدائيّة
وتسكر بالهوى
وتمكث بها شهرا
تقاسمني حلاوة الروض
وأغاني السواقي
وتزداد في كل يوم
وقـــــــــــرا
وتبني معي
أكواخ الطفولة
على الفنن
كأعشاش دغفل
تسكنها طيرا
وتشيّد
في الأفق المخضّب
من أمانيها
بين المروج قصرا
يحدوه النهر الكبير
ويلغو بلغوها
خريره فخرا ..
وتمشي على قلبي
بكل خطوة
تصلي ركعتين
في هيكل الحب ّ
بخشوع وطهرا
تعشقني
كأني أسري في نجيعها
أو كأني قلبي
زرع في قلبها
فـــــــطرا…
مرئيات في فلسفة عينيك
منير بن صالح ميلاد … وتريات
جميع الحقوق محفوظة